- مشهد يعود بذهنك ومخيلتك إلى المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" الإرهابي.. مئات الأشخاص يتجمهرون لمنع بناء كنيسة.. ويعتدون على سيارة كاهن، ويحرقون
دراجة بخارية مملوكة لأحد الأقباط، مرددين هتافات "إسلامية .. إسلامية"، و"مش عايزين كنايس في العامرية".
هذا ليس مشهدًا تراه على شاشة التلفزيون في سوريا أو العراق، بل في قرية البيضا بالعامرية في محافظة الإسكندرية، الأمر الذي أثار العديد من ردود الفعل الغاضبة على الحادث، ونرصدها في التقرير التالي.
قام متشددون بالاعتداء على مبنى خدمات التابع لكنيسة السيدة العذراء والملاك ميخائيل بقرية البيضا في العامرية، وهو المبنى الذي تم بناءه في عام 2010، وقام أحد المتشددين بارسال عدة شكاوي الي حي العامرية أول بشأنه وبالفعل جاءت لجنة من حي العامرية أول لمعانية المبني علي الطبيعة في محاولة من الكنيسة لتقنين أوضاع المبني وهناك قضيتان مازالت حتي الأن بين الكنيسة وحي العامرية أول لمحاولة تقنين أوضاع المبني، وقد تم القبض على ستة من الأقباط بحجة إقامة شعائر دينية بغير تصريح، إلا أنه تم اخلاء سبيل اربعة منهم بضمان محل الاقامة واخلاء سبيلهم.
من جانبه أكد النائب البرلماني محمد أبوحامد، أنه تقدم بطلب لرئيس المجلس الدكتور علي عبدالعال، بطلب بيان عاجل ضد رئيس الحكومة ووزيرى الداخلية والعدل بحكم المادة 134 من الدستور بشأن أحداث قرية البيضاء بالعامرية بالإسكندرية ولاعتداء على أقباط القرية، مطالبًا باعتبار هذه الجرائم ضمن تصنيف جرائم الارهاب التى يجب اتخاذ إجراءات حاسمة ضدهم ورفض اى حلول عرفية ومحاسبة المسئولين المتورطين والمقصرين فى هذه الأحداث.
وعلق الكاتب الصحفي سليمان شفيق، على الحادث قائلًا: "أشعر بالخجل من الابطال الاقباط الفقراء في المنيا والعامرية وكل مكان يسيطر علية السلفيين والاخوان والمتواطئين معهم من أجهزة الدولة.. أشعر بالخجل من تاريخنا الدامي الذي اختلطت فية اساسات كل كنيسة بدماء ودموع المؤمنين.. ولكني اشعر بالفخر اني مصري مسيحي (قبطي).. وسنظل هنا باقون".
ويعلق الكاتب الصحفي نادر محمد: "ماتزعلوش" ، واصفا الحادثة ب،"غزوة العامرية"، قائلًا: "والله العظيم بدون تحيز "اللى بيجى على النصارى ما بيكسبش". يا مسيحيين اللى يألمكم يألمنى فأرجوكم ما تزعلوش من تصرف الغوغائيين وتواطؤ الأمن ضدكم وأنا أسف لأى حاجة أصابتكم، أنا فى وسط صفوفكم وحاسس بالمرار اللى إنتوا فيه".
وحمّل نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، أجهزة الأمن والشرطة المسؤولية على الأحداث، لافتًا إلى أنها لم تستطع رد السلفيين من الاعتداء على مبنى تابع للكنيسة، وألقت القبض على 6 من الأقباط ووجهت لهم تهم إقامة شعائر دينية من دون ترخيص، مطالبًا وزير الداخلية بإقالة مأمور قسم العامرية ورئيس المباحث.
ويقول الدكتور خالد منتصر، تعليقًا على القضية، في مقال له يحمل عنوان "هل تعلمنا من درس الزاوية الحمراء؟، المنشور بصحيفة الوطن، "رغم أن مذبحة الزاوية الحمراء قد بدأت بالمشكلة المزمنة وهى بناء الكنيسة، إلا أننا ما زلنا، حتى هذه اللحظة، نخضع لابتزاز السلفيين، خصوصاً فى قرى الصعيد عندما يهبّون هبة رجل واحد لإحراق عشة يصلى فيها بعض المسيحيين وكأنهم اكتشفوا وكراً للدعارة أو غرزة للمخدرات!!، ما زلنا نتعامى ونتغافل عن تطبيق القانون ونلجأ إلى قعدات العرب والجلسات العرفية والطبطبة و"قوم بوس إيد عمك".. إلى آخر هذا الهراء الذى ينفع فى خناقة على مشاريب القهوة، لا فى فتنة تأكل الأخضر واليابس، وتُهدّد أمن الوطن القومى كله".